الجمعة، 6 مايو 2011

الجسر





عند هذه النقطه اخترت أن أقيم الجسر ...  بلفظ أكثر صراحه عند هذة النقطة استجبت لإقامة الجسر

فلم يكن اختياري المطلق ... كنت أرفض العبور من هذه النقطه  فما زال الطريق طويلاً ... وحتماً ستصادفني اماكن اكثر ملائمة للعبور من هذه المنطقه ... فظاهر المكان  لايلقى كامل قبولي ... به الكثير من النتوءات و البروز التي ستستهلك طاقتي في البدايه كما أنني استشعر النهر عريضاً هنا .
  لكن اموراً كثيره تداخلت فاستجبت لجرس ضعيف في نفسي يهيئني  للقبول و يدفعني للبدأ  من هنا ...

     بدأت تاركة خلفي كل ما بشأنه ان يؤثر على همتي في البناء فأنا قد غادرت حافة الامان ... ولن أكون بمأمن قبل ان انتهي من إقامة هذا الجسر.

 بكل القوة بدأت  وكلما أطلت علي الظنون القديمه برأسها الحي تقول: ها انا حاضرة أمامك وليس خيالاً او فكره ... يتضاعف  الجهد  ويزيد الإصرار على الوصول ... كانت المهمة شبه مستحيلة ... اراهن نفسي على عدم الاستمرار فطاقتي مهما بلغت هي محدوده ... ولكن أملي كان متعلقاً به.

 قطعت مسافه ليست بالقصيره و مهما طالت فلن تبلغ بعد حد الامان الا عندما اصل الى الجانب الاخر ...
حدثتني نفسي كثيراً عن الرجوع  ... فهو اسهل بكثير من الاستمرار الغيرمأمون مع الجهد المضاعف  ... وكلما ازددت قرباً من الجانب الاخر  وضحت الرؤيه فليس هناك من يمد لي يد العون كما توهمت في البدايه  او لأكون اكثر صدقاً لم يكونوا بقوة الراغبين  خلفي في ان اعود لهم  و لم تكن مساعدتهم الا طرف خيط رقيق لا يقيل العثرة و لايحرك ساكناً

منهم من يعلن وبدون حرج رفضه لمد يد العون رغم كل المعطيات حوله التي تدفعه للمساعده
و منهم من يبدي استعداده ولكنه في الحقيقة الرفض المقنع ... سأفعل وهو لا ينوي رغم كل ما يملكه من ادوات ومؤهلات مثله كسابقه ... ولكن بعض الحياء منعه من البوح الصريح برفض مد يد العون
المحصلة ... مبررات كثيره تبرر انفراد كل انسان بنفسه دون الآخرين
ان كان يملك فلنفسه فقط ... وان كان لا يملك فليتحمل مشقة الطريق ... وإلا فالطرق اليسيره مفتوحة الاذرع لكل متعسر

ومع كل ذلك كان الفيصل الذي يرجح الكفة الضعيفه ؛ هو ان المضي منذ البدأ كان اختياري رغم انه لم يكن مطلقاً ... ولكنه اختياري  مهما  كانت المؤثرات حولي ... فأنا المسؤلة الاولى و الاخيره لذا ... كنت اواصل وبكل طاقتي.
لكن الان اشعر بنفاذ الطاقة ... الامر اصبح غاية في الصعوبة و كأني اصعد منحدرً و انا أحمل اثقالاً  ...
لا ... عفواً  الامر اشد صعوبه فليته منحدر اقف فيه على ارض صلبه  ... و لكنه هوة سحيقة اظن لا حياة لي بعدها فالكل يعرف النهاية المرتقبه لعابر جسر بين جبليين  زلت قدماه  ... قد تكون هذة النهاية ان لم اتخذ قرار الرجوع في الوقت المناسب او لم اتمكن من تفجير القوة الدافعة لاستكمال  معبري الى حيث يراودني حلم الامان


هناك تعليق واحد:

أنا شايفه كده يقول...

انتظري قليلا
لتستجمعي طاقتك
ثم تنطلقي لنهاية الجسر حيث الامان
فهناك جسور نخشي ان نعود من منتصفها خوفا على ما قطعناه من مشقة الوصول لهذا المنتصف .. انتظري قليلا حيث تقفي لتلتقطي الانفاس ثم انطلقي ثانية باكثر قوة وشجاعه ومهما كانت الاسباب التى جعلتك تختاري او تجبري على هذا الاختيار فالامر قد حدث بالفعل ويجب ان تنهيه

2/4/2023

كيف لأمل طال انتظاره أن يتحول لألم و أن نقول ليته لم يكن ؟! كيف لبكاء الفرح أن يتحول بكاء حزن! كيف تكون الحياة بهذا السخف و هذا الغدر ! الحي...