الجمعة، 26 يونيو 2020

فصبر جميل









صبر جميل يا اخي -رحم الله أبانا - الذي لقى ربه ولم تكن له أية أماني من الدنيا إلا أن تدخل عليه داره وتقر
 عينه برؤيتك ؛ ولكن هي مشيئة الله ليزيد أجره بحرمانه منك 
ويزداد أجرك بصبرك على فراقه دون وداع ...
لم تره منذ عام على ما أظن فما كان يقوى على مشقة الزيارة ...  ولم يرك هو منذ أكثر من ٥ أعوام ؛مُنذ أن ودعتنا مسافرا إلى قدرك في ذاك اليوم الذي
تجثوا تفاصيله الحزينة على صدورنا ....
للتو وصلك الخبر الذي مر عليه آيام ثقال  ...كنت أحمد فيها ربي على ستره عنك ؛ ولكن قدًر الله لك أن تعلم  وأنت في طهرك وأرض ابتلاءك ،وسخر لك من يحمله لك رغم كل الأبواب المغلقة ... فاصبر واحتسب ولعلً مثلي لا يليق به أن ينصح مثلك يا أخي، فسأُكِنُها 
دعوة لك: " صبًرك الله وربط على  قلبك ورفع بها أجرك وجعلك ممن وجب فيهم قول ربنا [ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ]"
... سنحكي طويلا أخي عن وداعه ،وسأحكي لك أكثر عن أيام طوال قضاها ينتظر خبر قدومك عليه
كان صابراً محتسبًا غيابك عنه ،ويقول متيقنا :"هو في حفظ الله"
منتظرا فرجه مرددا :"رأى فلانًا أنا سنلقى أخاكم في موسم من مواسم الطاعات ولعله هذا"
فكان كل موسم بابًا ينتظر منه خيرًا وفيه فرجًا 
وتنقضي المواسم واحدًا تلو الآخر فما يئس أبدا، ويشعر بشيء من الحزن فلا يلبث أن ينفضه حامدا  محسنًا الظن في مولاه مستبشرًا في أيام تالية مستمسكًا بحلمه وبيقينه الكامل .
كان لنا موعد في العشر الأواخر من  رمضان  اتذكره يا أخي .... كان ابوك متعلقًا بذاك الموعد كثيرًا   !!!
ولكنهم أخلفوه بزعمهم كعادتهم
وانقضى الشهر وهو يسأل كل يوم عن الموعد التالي حتى رحل بعد ان أتم عدة الشهر صائما قائما تاليًا لكتابه كما عهدته يا اخي
مرض  بعد انقضاء الشهر بيومين
ورحل عن دنيانا بعد ١٥يوما خلت من شوال
أصابتنا سهام نعيه صبيحة الاثنين ... 
أيام ثقيلة كانت تلك الماضية منذ مرضه وحتى اليوم
لا ادري كيف مرت أبدًا ....
كنت اتحسب لهذا اليوم الف حساب واخشاه كأشد ابتلاءاتي فكان مصابي لا يبرأ والوجع على فقده يزداد وانا بين اهلي فما بالك انت !
بكت امك اليوم من المها على المك  وبك ما بك !
عسى الله ان يهون عليك وان يربط على قلبك وان يهيء لك صالحًا يربت على كتفك فيقسم معك
جبل الحزن ويلقيه عنك
عسى الله أن يهون
عسى الله أن يجبر
عسى الله أن يجمعنا بك قريبا في الدنيا
وعساه أن يجمعنا بأبينا في مستقر رحمته


الخميس، 18 يونيو 2020

أحبُّكِ





أحبُّكِ جداً..
لأنَّكِ أنتِ..
لأنِّي كأنتِ
إذا ما افترقنا بيومٍ أموتْ..
أحبُّكِ عُمراً يذوبُ بعُمري..
إذا ما يغيبُ فعُمري يموتْ..
أحبُّكِ نبضاً بأرضِ الفؤادِ ولحنُكِ فيَّ يضمُّ السكوتْ

سرا و عشا صغيرا



وأخاف وارتجف في غيابك و حزنك واحتاج إليك لتضميني، لتطمئنيني، و لا أجد سوى  رسائلنا القديمة فأعيد قراءتها  لأجد فيها ما يلامس قلبي كأني أقرئها لأول مرة فتهدأ نفسي الخائفة وابتسم!
نعم كلماتك قادرة على أن تضمني في كل مرة أقرئها أجدك أنت بين السطور.. أرى نظرة عينيك، أسمع ضحكتك، أشعر بالدفء على صدرك و كأني طفلة في حضن أمها.. نعم أنا طفلتك فلا يحق لك أن تغيبي أبدا
أشعر بالتيه و الخوف كلما غبت!
لست أنانية و لكن هكذا الطفل الصغير يريد أمه دوما معه قد لا يتفهم حزنها  أو لا يتقبل غيابها فهي عالمه و لا يعرف غيرها!
و لتعلمي أن مجرد كلمة منك يستمر آثرها الطيب على نفسي و قلبي  مدى الحياة.
أنت أمي الحنونة الجميلة، ما أحببت أحد أبدا على هذه الأرض بقدر ما أحببتك و سأظل أحبك و ستظل كفتك دوما هي الراجحة عندي فوق الجميع، و سأظل أراك ملاكا نقيا خلقه الله رحمة لي و لكل من عرفك.
و أخيرا..
و تبقين سرا و عشا صغيرا إذا ما تبعت أعود إليه .. فألقاك أمنا إذا عاد خوفي يعانق خوفي و يحنو عليه.






2/4/2023

كيف لأمل طال انتظاره أن يتحول لألم و أن نقول ليته لم يكن ؟! كيف لبكاء الفرح أن يتحول بكاء حزن! كيف تكون الحياة بهذا السخف و هذا الغدر ! الحي...