الاثنين، 17 يناير 2022

هنا مررت يوما

 

      تمطر السماء وكأنها تعانق قلبي تارة وتمسح على هذا الوجع الذي كنت اهابه ... فاليوم أودع هذا القصر المشيد ... هذه الجدران والطرقات ... تلك الأنفاس الدافئة والقلوب التي رويت حبا ... أترك ذكريات تربو على ال ٢٤ عاما ... اتركهم وكأني اترك معهم انفاسي فأجدني بعدهم متعبة مشتتة لا يرضيني غيرهم ... ولكن أمورا أخرى تدفعني لأمضي فأحمل ما تبقى وأرحل عنهم وهم في القلب أصوله وماتفرع منه .. وأشتاق لكل طريق يؤدي إليهم وأرى في قربهم الأمان  والود والكرم ؛لب المكارم وأساس المحامد ... ورغم كل اختلاف بيننا فأنا أحمد هذا الإختلاف وأرقبه بعين المقدر لفروق البشر ولطبائع الخلائق التي لولا اختلافها لما بقينا ... 

   كل الود والوفا للذين باتوا بسرائر بيضاء نقية ... ترضيهم الكلمة ويميزون بفطرتهم وبفراستهم العدو من الصاحب ... يقفون خلف الصديق  ويكونون له سندا ... 

    هذا البناء بيتي ورواد البيت أهلي ... أستودعكم الله  الذي لا تضيع عنده الودائع ... وعهدًا علي أن أروى فيكم كل جميل زرعتموه ... وأن أعود وأعود ثم أعود يوما وقبل العود لكم مني كل وفاء وكل إخلاص وعسى إن مضيت بعيدا عنكم ولم يكون لي رجوع  أن تذكروا  أني كنت هنا يوما ...

اللهم طرقا يسيرة .. يهون فيها السير ... وتكفينا فيها الوعثاء وكل سوء .. اللهم نفعا في الأرض وقبولا في السماء ومحبة منك...اللهم ودا كما عهدت خلقك .. والخلق خلقك والأمر بين أصابعك.


2/4/2023

كيف لأمل طال انتظاره أن يتحول لألم و أن نقول ليته لم يكن ؟! كيف لبكاء الفرح أن يتحول بكاء حزن! كيف تكون الحياة بهذا السخف و هذا الغدر ! الحي...