الاثنين، 10 يناير 2011

سألها ... كم تحبينني ؟




امسك بريشته و بدأ الرسم مبكرًأ  على صفحتها البيضاء  ... كان متأكدًا من  نقاء الصفحة  فهي كما يراها  ... صافية من كل ما قد يعكر
اصطفى اجود المدود وافضلها  ...  لم يكن ليبخل يومًا ... اجتهد و دأب فهي لوحته الاولى
كان معدوم الخبرة ولكن الحب يحمله لفعل اكثر مما يستطيع ... رفض ان يقوم أحد بعمله ... تنظر  اليه وهو يحاول ان يصل كل خطوط اللوحة ليكتمل المعنى الذي اراد ... رسم بالعلم حدود اللوحة لكي لا تشرد يداه خلا ل رحلته ... فهي لوحة العمر ... وهي تحتاج لعمل قد يطول لعدد من السنين كي تخرج للنور كما يراها في مخيلته  ... وستبقى ما كتب لها البقاء تحمل اسمه ... و كلما اعتنى كلما ارتفع الثمن ... ففي دنيانا  تقدر الامور بالاثمان  مهما ابتعدت عن الماده ... داخل حدود العلم الذي اجتهد ليحميها به ... اختار القدوه ليحفر بها  اجمل المعاني  ورغم قوة تأثيرها ... مكنته مرونتها من رسم كثير من التفاصيل الدقيقه ...  الخير كيف يكون ... ووجوهه الكثيره... العطاء و معناه ...  ولمن يكون؟  حدوده... ماذا اريد و كيف سأكون؟ و لماذا سأكون؟ سؤال هام
رسم اجابته في كل ناحية من اللوحة ...  ستكونين  هذه .
 حتى الخيال اعتنى به  فرسمه ... و لكن في هذه المره  بالقلم الرصاص ... يرسم و هو يقول: قد لا يكون  ... فهو  يدرك انه غير مؤكد الحدوث ... فترك لها الفرصه ... لتتعايش اذا لم يتحقق حلمه  وحلمها
اما ( لماذا ستكونين هذه )  ... فكانت الاصل ... كوني كما تشائين و لكن:  ستكملي ما بدأت ... لتكوني راحتي وراحة كل من هم بجوارك ... لتكوني عطرالمكان لا فتنته ... لتكوني سر من اسرار سعادة من يقترب منك ... لتكوني لي فخرًا ... و لغيرك سندًا في الخير دون شرط او قيد ... بقدر حرصي عليك كوني  كما علمتك
لا اريد فوق ذلك.

عندما اكتملت اللوحه في ناظريه ... و احسن تغطية مالا يجب لغيره رؤياه ... و اطلقها  للعالم ...ووصلت لما كان يريد لها من مكانه  

سألها في توجس كم تحبينني ؟


 ... ينتظر الاجابه و يخشاها
فالقلب قد لا يسع الكثير
و الذاكره  لها العذر ... فمنذ زمن  و قد غادرتها فرشته

قالت: احبك بقدر ما غرست في  قلبي الحب
 وبكل قلبي الذي علمتني  ان ارعاه والا اكدره بغير الحب ... احبك
بقدر عيون البشر التي تغمرني للجمال الذي رسمته يداك ... احبك
بقدر الخير الذي رصف طريقي  و كنت سببه ... احبك
و بقدر تقصيري و غيابي عنك ... احبك
بقدر معاناتك لأجلي ... احبك

نظر اليها و هو لا يريدها ان تنهي الكلام ... فالسعادة لها معنى آخر و مذاق خاص عند الآباء  عندما يصبح منبعها الابناء

عندها شعر بحلاة الثمر و عذوبة الماء وجمال اللون الازرق في السماء و بدفىء الشمس وبموج البحر و سطوته  وبكل ما لم يستمتع به يوماً من  شدة حرصه على لوحته 

و لكن في النهاية ورغم اجتهاده ... ما كانت له الا كما كان هو لوالديه


هناك 4 تعليقات:

أنا شايفه كده يقول...

ايات .. انت جميلة اوي
وقلمك وفكرك لهمر قي خاص
اكملي ايات

اللهم أحسن خاتمتنا يقول...

اختى آيات
كم ابدع قلمك
قلم رائع يكتب اشياء لم تكتمل
فماذا لا يستكملها بنفس الروعة والدقة فى الوصف ؟
ما أجمل النظر إليها عندما تتحدث ؟
وصفتى حالته بدقة عاليه كأننا نعيس معه او معهم
ابدعتى وواصلى نهر الابداع
ليكتمل بداخلنا ما لم يكتمل

Unknown يقول...

ما أجمل هذا الحبيب وما أروعه حقاً لقد سطر فيك النبل والكرم بل نقش أجمل القيم . . فسما بخيالك وحاضرك.. وأراد الله له ان يجني أطيب مآثرك .. خير جزاء لقاء ما أسعد بك كل من في حياتك شاطرَك
أقبليني أختاً

حامل المسك يقول...

لا يمكن القول إلا أنها رائعة

كقطعة الذهب المسبوكة تسر الناظرين

عبرتي أجمل تعبير عن القول المأثور :كما تزرع ..تحصد بلغة بالغة الدقة والتعبير

زادك الله من هذه الموهبة

2/4/2023

كيف لأمل طال انتظاره أن يتحول لألم و أن نقول ليته لم يكن ؟! كيف لبكاء الفرح أن يتحول بكاء حزن! كيف تكون الحياة بهذا السخف و هذا الغدر ! الحي...