السبت، 8 يناير 2011

حينما يكون للمادة معنى آخر


  زرتها كعادتي يوم الجمعة من كل اسبوع  .... جلست بجوارها انظر الى اللون الابيض الذى كسى شعرها  و هي لم تصل بعد الى الاربعين من عمرها الى الوجه الذي كسته الايام تجلدا و صبرا  فاصبح ملمحا من ملامحه .... تلمع عيناها بقوة لا اعرف سرها  اراها تتحدث عن كل ما حولها و لا تذكر ابدا ما آل اليه حالها  بعد رحيلة .... اتجاذب معها اطراف الحديث علها تبوح بشيء مما ينوء به هذا القلب الكبير.... ولكن شفتاها لا تهمس  الا حمداً .... يجذبني اليها صدق حديثها فالكلمة من فيها ليس لها الا معنى واحد لا تحتار في تفسيرة ....  تتكلم فقط بما تحتاج النفس الى سماعه ... صدقها يأسر قلوب من حولها في زمن شحت فيه هذة الصفه ... داعبتها بالحديث ذات مرة الا تخافين عاقبة صدقك البين .... فقالت:  - و كأن يقيناً يحرك لسانها -   ... لفظتني الحياة من شاطىء لآخر فلم اجد احن عليَ من كلمة صدق تبرأ ساحتي  مهما عظُمَ خطأي او اشتد ذنبي ... حتى اولئك الذين اعتادوا الكذب و اتقنوه تأتي عليهم الايام كالدهور بعدما تتعاظم اكاذيبهم اياً كان نوعها  يرجون فيها لحظة صدق واحدة

سألتها عن المادة في حياتها ... فأردفت بكل ثقة تتحدث عن ذكريات تركها لها زوجها ... ميراث يتصل بالماده دون ان يكون جزءاً منها ...  علمني عدم الاكتراث بها ...  – رحمه الله – هي  اداة تمنى في كل لحظه ان تكون ملك يديه لا حباً للتملك و لكن رغبة في البذل و العطاء ... كانت في يديه و لم تكن ابداً في قلبه , بذلها لكل من قصده , دون الرجوع اليِ فقد كنت في تلك الا يام غير واعية للدرس جيداً ... كنت الومه كثيراً على كرمه اللا محدود فكان رده صمتاً احتار فيه ... كان باباً مفتوحاً تركن اليه اسرته الكبيرة ... فلم يكن الكبير سناً و لكنه الكبير قلباً و عقلاً ... يدخل قاصده و الاستحياء يكاد يسقطه من مكانه  ... ثم لا يلبث خارجاً الا و الحال قد تبدل و السرور قد كسا الوجه  و القلب

و ها هو قد ذهب , اتدرين ما ذا ترك لنا ؟ ترك نفوسنا تتنافس لحملنا من على الارض ان نوينا الخروج من باب الدار ... تتسارع ايديهم لتعاوننا في اصغر شيء و ابسطه ...
و كأن كل كربة فرجها عن قلب كل محتاج , و كل يد مدها لعون الآخرين , و كل عمل اتقنه , و كل دنيئه - مهما بدت صغيره - ترفع عنها , وكل مشقة تكبدها
كانت من اجلنا نحن فقط  ... فو الله  اختي لم تكن المادة كل شيء و لا اي شيء بجانب ما تركه لنا
هكذا انهت كلامها في هذة الجلسه
و غادرتها و انا اتوق الى المزيد


هناك 4 تعليقات:

أمـانـى عـادل يقول...

سبحان الله يموت الإنسان ويفنى ، ولا يبقى منه سوى عمله يظل أثره بالدنيا ، قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له)

Ayat Ahmed يقول...

حقيقة أماني ... لن يبقى الا الاثر الطيب و ان كان معنوياً ... نريدان نلتفت لهذه الحقيقة فقد تتغير اوضاع الكثيرين و منهج حياتهم ... تحياتي لمرورك الجميل

غير معرف يقول...

السلام عليكم ، احس اني دخلت الة زمن، هذي التدوينات لمن نزلت كنت بالمتوسط على الاغلب وذحين اكتشفها بعمر ال٢٥سنة م وااااو ، التدوينات جميلة اتمنى صاحبة المدونة بخير

Ayat Ahmed يقول...

كل الخير لك ولاحبابك ..دمت بعافية وستر

2/4/2023

كيف لأمل طال انتظاره أن يتحول لألم و أن نقول ليته لم يكن ؟! كيف لبكاء الفرح أن يتحول بكاء حزن! كيف تكون الحياة بهذا السخف و هذا الغدر ! الحي...