الخميس، 6 يناير 2011

أنا و هي



قررت اليوم ان اكون في انتظارك ... لن اكلفك المجيء كعادتك ... سأذهب اليك حيث تقررين ... في ذلك المكان ... و بعد الفجر ... جلست هناك بمقربة  من نفسي ... و في آخر مكان قد يفكر به غيري ... طرقت باب الدار بناظري ... وانا اتوق الى لحظة قدومك ...  حتى الان لم ارى تغير الكون الذي يصاحب ظهورك  ... فألوان الجدران كما هي ... عتمة و ظلمة و تشتت ينتابني ...  اذكر اني صليت الفجر ... وان الميعاد كما حددتيه من زمن ... اعلم ان قدومي قد  تأخر و لكن ما اعتدت منك عقابًا ... أمهلتيني الكثير ... ولكن ما وعيت رسالتك الا البارحه ... فلم اتوانى بالمجيء ... يبدو انني فقدت كل الطرق اليك ... و لكن اعرف ان وجودك ليس لي وحدي ... كثيرون هم من ينتظرونك ... فهل سأكون  سبب حرمانهم ... قوانينك تمنعك من هذا ... ستأتين راغمة لي او لغيري ... سأراك مهما طال انتظاري ... و مهما تأخرت فالامر ليس بيدك ...


 افتح عيناي و قد غفوت اثر التعب ... فأرى الدار وقد تغير لونها ... وكأنها تببتسم لاستقبال عزيز عليها ... تتحول من السواد؛ دون ان تشعرني بفارق التحول الى لون غريب بين الظلمة و بين النور ... يختلط به كم من الالوان التي اجهل اسمها ... ولا املك وصفها ...


سرور يملئني ... لما؟  لا اعرف ... اهو فيض نورها؟ ... ام انه من داخلي ... انا من صنعته ... صنعت هذا السرور ... وكنت انتظرها لتشهد معي لحظة تمامه ... ببديع الوانها تعاتبني بنظرات دافئه، وبعين تجذبني اليها ...

هي : اتيت منذ زمن بعيد واظبت على الحضور ... اشرق واغيب  وانت في عالم آخر .
انا: لم اكن في عالم آخر و ان كان الاخر يجتذبني اليه ... كنت اشعربك دوماً  اعتصر الماً على عدم لقياك، ولكن الشواغل  لم تبق علي ... اشتاق كل يوم لرؤيتك ... واتمنى لو استطعت الامساك بك حينما يحين وقت ذهابك ... فما أمر على الانسان من يوم يذهب فيه من يحب دون ان يرضيه او يفي له حقه

هي: او هناك من هو اشغل مني؟
انا: اعرف وأوقن  انك  اهم ما في حياتي ... انت عدادها ... و محورها و ارتكازها.

هي: اقوال ولكن اين الافعال.
انا : توانيت ولكن ادركت ... ايعيبني هذا؟

هي : ان كان تأخرنا عما نجهل قد يبعد عنا تهمة التقصير ويجلب لنا العفو ... فما قولك فيمن يتأخر عما يستقر في نفسه و يوقن بمفاده؟
انا: يحتاج الى اكثر من العفو او الصفح  ... يحتاج الى ان نجول بداخله  باحثين عن السبب ... فقد يحتاج الى عوننا

هي : العون ؟ أمر لا يد لي فيه ... العون بعد الله ... ينبع من داخلك  ... انت الوحيده التي تعرفين اين تقفين
و اين هي وجهتك؟ ماذا تملكين ؟ والى ما تطمحين؟
ان لم تملك القدرةعلى اعانة اقرب مخلوق اليك ؟ فما جدوى وجودك؟
انا : طال تفكيري دون رد

لقائي بها  لم يكتمل ... فقد انتزعتني الشواغل و انا انظر اليها بكل اسى ... فالامر ليس رهن يدي  ... هذا  نوع من اللقاء الذي لا يحدث الا  عندما تشرق الشمس بداخلنا ... فلن يحدث التلاقي اذا لم يتوافق الشروقان ... فالامر ليس عدد ايام ... تكتبها الشمس بشروقها ... و لكنه طاقة بداخلنا تحتاج منا الى الكثير ليظهر اثرها ... وحتى تكشف عن نفسها لتلقى الشمس مصدر وجودها.

هناك 3 تعليقات:

حامل المسك يقول...

طال صمتي بعد قراءتي....

فأين الكلمات التي اكتبها وقد استحوذ ابداعك على كل ما يُكتب

وبأي التعابير أرد وقد نفذ وادي عبقر

جميل أن اللقاء لم يكتمل حتى نشهد المزيد من الحوار

Ayat Ahmed يقول...

ل حامل المسك ... لكم جزيل الشكر على كلماتكم التي تحمل الكثير من الدفع ...فليست أحرف القلم إلا نبض تشجيعكم

أمـانـى عـادل يقول...

كلام مُعبر يا أيه ، فعلاً الأيام بتمر علينا وكل يوم تشرق شمس جديدة ونحن كما نحن لا ننتبه لمرور الزمن وانقضاء العمر دون ان نقدم شئ مفيد ، الوقت الذى يمضى لا يعود أبداً ~ إنا لنفرح بالأيام نقطعها *** وكل يوم يدني من الأجل
قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )

2/4/2023

كيف لأمل طال انتظاره أن يتحول لألم و أن نقول ليته لم يكن ؟! كيف لبكاء الفرح أن يتحول بكاء حزن! كيف تكون الحياة بهذا السخف و هذا الغدر ! الحي...