ثم يلقاك ما يشعل شجونك من جديد دون أي
مقدمات وسط ركام من المشاغل فلا تلبث كل الحواس مهما كانت درجة انشغالها أن
تتوقف لذاك المثير فتشعر بشيئ كأنه الذوبان في ذاك البئر العميق التي حاربت
زمنا للخروج منها وبقدر عمق تلك الفترة وشدتها عليك ... لا تلبث إلا أن
تلتقط آخر نفس قبل أن ترتطم بالأرض ... فتلملم شتات نفسك وتخطو مسرعًا
من حيز ذاك المثير ... مبتعدًا عن العيون تحاول إيجاد المعادلة التي
تعود بها إلى حالة اللامبالاة ... التي تعتبر أهدىء ما في الحياة والتي يجبرنا
عليها الكثير من الخيبات ،والتي تُسلم بعدها بضرورة أن تكون غير
قابل للتأثر بهم مهما كانوا.
وأن تكون لنفسك فقط .. أن تحذر ألف مرة
قل أن تسمح لأحدهم بأن يكون جزءا من حياتك مهما كان هذا الجزء صغيرًا ومهما
بدا ذاك الودود مختلفًا متفانيًا ... فالجميع في النهاية
متشابهون تجمعهم حولك المصالح وتفرقهم عنك الكربات ...
ولا تجد لأحدهم صبرًا عليك إلا بقدر حاجته إليك ... فإذا فرغت الحاجة
؛ كان الاستبدال هينًا وكان الترك أمرًا يمليه العقل بعيدًا عن أي
حسابات أخرى .
هناك تعليق واحد:
إرسال تعليق