الأحد، 28 ديسمبر 2014

فراق












 ناهز عمري الكثير ... طويلة كانت ايامي وحياتي فصولها كثيره. انظر اليها من خلف قضبان الاحزان رغم انها في  مجملها  لا حدود لفرحتها مع ابناء بِرُهُم يكبر بمرور الايام ...  تكسوني  مودتهم كما تكسو التجاعيد كهولة ايامي الاخيرة ...
تكسوني براً و احسانا ...ولكنها تجاعيد ... غريبة وصفها بالتجاعيد!!!    
    ولكنها الحقيقه ... تجاعيد الفراق والم الفقد ... والذكرى التي باتتت تنغصني ... عشت طويلاً وهم حولي يتنافسون في بري ... ولكن ايامهم كانت اسرع من ايامي ... كنت احبو في مدرسة ابنائي زادوني يقينا بنعمة البر والحلم الذي جمَلهم  ... ولكن ما ان تقاربت اكتافنا حتى عزموا الرحيل واحداً يعقبة الاخر ...
قاسية هذه الأيام ... ذهب اوسطهم ... وتمر السنون وانا استجدي النسيان ان يحضر المشهد ...وان يقف جواري كلما طال الزمان ... ولكنه كان يأبى دوما ... وكأنه كان على علم ان دوره الحقيقي  لم يحن بعد.

     حتى عزم التالي على الرحيل مبكراً دون ان يودعني ... في ساعات لا اذكر بدأها ولا اين انتهت ... سمعت خبر رحيله ... صالحني النسيان واحتضنني كطفل اشتد خوفه وبرده بأم تؤنس وتطبب ... وصرت كالغائب عن الحياة يراودني الم لا اعرف سببه ؛ولكن مشهدا واحدا اذكره جيدا هو سر ذاك الالم فما عدت اتذكر غيره
اكره يوما سرت فيه يا بني وانا خلفك ... كرهت يوما تبادلنا فيه الاماكن ... فقد خلتك دوما وانت تقلبني يداك ويحملني كتفاك وتقف لتتقبل تعازيهم  ... وما مرً بخاطري ان تكون انت سيد المشهد وانا التابع يوما ... بتُ تابعا لك اجر قدماي وتنقطع صور الحياة حولي ... احسب المشهد المهيب لوداعك هاجساً من شدة حبي لك وتعلقي بك ...
    ولكن يدا تربت على كتفي تواسي فأجيبها بهزة رأس ثم اعود  لأرقب غبار الاقدام المتصاعد قرب طرقات المقابر فأوقن ان فقدك اصبح حقيقة ... وان لقاك مرة أخرى قد صار له حساب آخر
  

السبت، 27 ديسمبر 2014

اتساق



اتساق

حالة من الذبول تعتريني  وكأن الهموم اسكارس ابت ان تترك لي شيئا من بقايا طعام اقدمت عليه منذ ليلة الامس ... الاسكارس وفقدان الشهية لا يجتمعان ... ولكن على ما يبدو ان المستحيل  كلمة لم تعد تحمل المعنى كاملاً ...
مستحيل ان تكون يدها ملطخة بدم ابي او اخي ... وهي الرقيقة الودوده صاحبة الطلة المميزه ...
ارقبها من بعيد فما عاد اي شيئ بداخلي يرضيه الاقتراب ... رغم محاولاتها الدائمه في استعادت شيئ تشعر هي بفقدانه  بيننا ...
ابتعد المرة تلو الاخرى واركن الى الزمن  اتوسم فيه الاصلاح ... أو ان نفسها ستلين يوما ... وتنفض عن قلبها غبرة ذنوب اكتسبتها  من وقوف في صفوف  الظلم ...  تبارك وتطلق التهاني وتبرر كل شيئ  ... تقف بكل عداء لتشيع افتراء متعمد على من وقف  في الاتجاه المقابل  ... ثم تلتفت لتستثنيني من هذا الهجوم وكأن مبدأها العليل اختارني فقط  لأكون خارج قياسه .
في كل مرة  قربتني منها الاحداث مضطرة ؛ارى نفسي المتمزقه بين رفض التودد اليها ولو بسلام اليد المتردده اشمئزازا من قطرات الدم التي اراها بين يديها وعلى ثيابها وبين شيئ بقى لها في نفسي من زمن فات  ... ولكن الاول يغلب.
 نفور  يكسر الكثير مما بقى  بالداخل من اتساق وتوافق نفسي ...
مجبرة على اللقاء وارفض الاقتراب  ... كلمات مقتضبه وابتسامه لا معنى لها سوى الهروب ...
ثم اسأل نفسي لما  تقطعين ما تطمح هي اليه من استكمال ود نمى من زمن ؟!!
فأجد الرد يملىء فراغت قلبي ويتردد داخلي بقوة : كيف يجتمع ود واختصام امام الله ... قد كانت آخر كلماتي لها هناك : :"سأختصمك أمام الله "
وهنا تستسلم كل محاولات الاقتراب








2/4/2023

كيف لأمل طال انتظاره أن يتحول لألم و أن نقول ليته لم يكن ؟! كيف لبكاء الفرح أن يتحول بكاء حزن! كيف تكون الحياة بهذا السخف و هذا الغدر ! الحي...