عام مر على رحيلك سيدي وكل يوم يمر يزداد حزني عليك و كلما
أردت أن أكتب لك أو عنك اهتز قلبي و عجز قلمي تماما فلم اعتاد أن أكتب عن عظيم مثلك
فأي كلمات توفيك؟
و لكني الآن سوف أحاول ربما تصلك كلماتي , التي لم تصلك
و أنت بيننا !
بكيتك هذا اليوم كما لم أبكِ من قبل، بكيت أبا كان يرعاني
دوما و يحوطني بدعواته لي
كان يوما ثقيلا عصيبا ظننته لن يمر و لن يمضي من ثقله على قلبي و نفسي ترك رحيلك في قلبي مرارة لن يمحوها الزمن أبدا..
كنت طهرانيا جدا
فاصطفاك الله جواره بعيدا عن قسوة هذا العالم و دنسه و ظلمه..
كنت طهرانيا ، كنت تقيا نقيا يعلو وجهك
البشر و النور، بينك وبين الله الكثير، أحبكَ من يعرفك و من لا يعرفك و دعى لك الجميع
لنطمأن عليك أنك في جنات النعيم ؛ نعم يا طيب
ألم تأتي الله بقلب سليم؟
لم يكن بيننا سوى
لقاء واحد لا أظنك تذكره و لكني لا أنساه أبدا..
تمنيت لو ألقاكَ ثانية، تمنيت لو قبلت يدك قبل أن تمضي، تمنيت
لو حملت ابنتي و قرأتَ عليها بعضا من القرآن، كنت على أمل هذا كله و لكني أجلت اللقاء
كثيرا..
وددت لو تمهلت قليلا لربما ألتقيتك
لم أكن أعرف أبدا
أنك سترحل سريعا هكذا و لكنك مضيت يا حبيبي لتظل تلك الغصة في قلبي ترافقني دوما حتى
في نومي و شعوري أن شيئا ما نقص برحيلك و لن يكتمل..
رأيتك مرة واحدة في منامي بعد رحيلك سعدت كثيرا حينها , رأيتك مبتسما راضيا
كما كنت دوما راضيا , أرضاك الله و رضي
عنك .
رحلت شهيدا أحسبك كذلك ستشفع لأهلك في نهاية الرحلة ستلتقون
في جنات خلد حيث اللقاء الأبدي أعلم ذلك، و لكن خوفي ألا ألقاكَ هناك أيضا يؤلمني كثيرا
و يؤرقني تمنيت لو أني ابنتك فأكون في زمرة
من تشفع لهم و لكن عزائي أني أحبك و المرء مع من أحب!
أرجوك أن تذكرني عند ربك يا طيب كما كنت تذكرني دوما في الدنيا اذكرني عنده أن لم تجدني في الجنة فلعل الله لا يرد شفاعتك لي، و عندما نلتقي حينها ستعلم أني لم افتر عن الدعاء لك فقد جاء دوري لأرد لك بعضا من دعواتك لي يا أبي.