السبت، 20 فبراير 2016

مواطن الراحة



      وعندما تختار أن  تكون وحيداً ...
فإن مواطن الراحة داخلك  تديرها  الذكريات بلا منازع و بكل اتقان وهدوء ...  إلا من بعض الأمور المسلم بها  والتي قد يتفق عليها جمع كبير من البشر  خارج نطاق الماضي .

  أما الذكريات بوجهيها  المليح  والقبيح ...  هي التي تصنع العبوس وترسم  البسمات بمجرد حضورها على محياك دون أية شراكة من الخارج

         قد تكون مجرد أسماء مكررة  لا يعيها  الحضور  الغائبون حولك أو كلمات لا معنى لها  عند أي منهم  دون اصطفافها  في جمل طويلة مع غيرها ...

 تلك الأسماء أو الكلمات التي قد  تمنحك لمحة سريعة من زمان انتهى ودون إرهاق لباقي الحواس

 ولكن  أبواباً من الأحداث والمواقف تفتحها  أمامك  الأماكن التي تحكي دوماً الكثير  رغم صمتها  الذي يملؤه ضجيج أثرهم
والذي لم تمحوه كل معاول الهدم والبناء في الأماكن التي غيرها الزمن في العين ولم يقوى عليها  في تلك الذاكرة

الاثنين، 15 فبراير 2016

حروف ندية



 وكلمات  بعضهم  تتجاوز معنى الراحة بكثير 
 
 كقطرات ندية وكمسكن  ممتد المفعول

متجدد كلما  تذكرت حروفهم

حتى تبرأ  نفسك تماماً 

دمتم  لنا طيبين كما عهدناكم

الأحد، 14 فبراير 2016

سر العقدة








سر العقدة

وكل أمور الدنيا التي نصطدم بها يزداد حجمها في قلوبنا من أثر  الصدمة  ليس إلا

فلو ابتعدنا قليلاً عن تلك العقدة التي توقفنا عندها زماناً   ...  نقارن بينها وبين الخط المستقيم المنسدل سابقاً والذي سار  بنا  مسرعاً حتى تلك العقدة.

لوجدنا  أن الحال كان يقتضي وجودها

ولو لاها  لربما كان هبوطنا  مؤكداً إلى محطات أدنى من كل النواحي

ولكان  إلتحامنا  بالخطر الحقيقي  الذي يضيع له كل شيء أمراً لا مانع عنه غير وجود تلك العقدة  ...  والتي وقفنا دونها  نحاول جاهدين  حلها أملا  في الاستمرار

قبل أن نفكر  في العلة من وجودها في هذا المكان وبتلك الكيفية

وقبل أن يخطو  بك الزمان ليطلعك  على سر  تلك  العقدة
فتعرف فضلها


وتشكر لها وجودها  بكل تفاصيلها الموجعة سلفاً
 

الاثنين، 8 فبراير 2016

ملاذ


 
 
 
وصوتٌ تشعر أنه يحيط بك من كل جانب ... يعزلك عزلاً عن العالم وعن أوجاعه

يصنع بينك وبين الآخرين حائلاً منيعاً ...
وددت لو أنه استمر الدهر كله  ... يصون قلبك ومسامعك قبلاً من كل ما يسوء أو يؤلم ... ملاذٌ  هو لمن عرفه

 يصول ويجول  هو  بداخلك منقباً عن تلك الشقوق التي يسمع منها صرير الألم  كلما سلمت له نفسك  ...
فيرمم بهدوء ويداوي بدون ألم على خلاف كل المعالجين وكل الأدوية.

حمداً لله على نعمه التي لا تحصى

ضباب







ضباب
وليلٌ أستجدي حضوره وأشد على يديه في كل يوم  ألا يرحل ... ثم يأبى عليﱠ  ويتسلل خلسة مسلماً مكانه لنهار لازمه  الضباب منذ زمن بعيد ...
 فلا سكون الليل ومنتهى خصوصيته ...
ولا نور الشمس ووضوحه
  انشد ذاك الضوء لتنجلي صورهم  لعلي أراهم بعين سليمة  فألتمس حقيقتهم التي يأبى ذلك القلب أن يعترف بها
فتزداد ضبابية الأيام  ويزيد ألم  الحيرة الذي لا يرحم 
ضباب  يقف حائرا في يوم طال مكثه  ... تشابه  حجمه  وأثره  بتلك الغيمة  التي كست  القلب  فلا  كانت حزنا ولا فرحا

وأصعب الأحوال فينا  أن نحيا بين الضدين   ...  دون  استشعار  لأحدهما

 حياة من لا يملك نفسه













الجمعة، 5 فبراير 2016

أحاديث النهار








أحاديث النهار

   في كل تفاصيل الأيام التي أصبحت بلا عنوان ... يتردد في أذني  صوت تعليقاتك التي خالطت أيامي الماضية ... مازحةً أو مهنيةً

، داعمة أو منتقدة  لما أحكيه  من تفاصيل اليوم الذي كان

 لا ينتهي إلا بحضورك رغم كل المسافات التي  بيننا ... كما كان ينتظر ك في الصباح ليعلن  البدأ

رغم أن مجموع العبارات ومجملها واحد

رغم أن التكرار غلب

ولكن روحاً خلاقة كانت دوماً تجدد فيه وكأن ذكره لم يرد بيننا أبداً

وكأن كل يوم منفرد بنفسه بعيداً عن غيره رغم تشابه التفاصيل

وكأن كل عبارة كانت لتوها ولدت ... لا أذكر أن نفسي- الملولة دوماً - حدثتني يوماً بسأم التكرار

أو ألمحت لي للحظة بمللها الذي أفسد عليها الكثير دوماً

أكانت تدرك أن تلك الأيام قصيرة فسكتت ...
 أم أن تلك الروح  قد وجدت عندك متكئاً فاستكانت وخالفت أشد صفاتها سوءا !!!

الأربعاء، 3 فبراير 2016

أ تشعر ؟








تمهل يا أخي  فحالي التي أمسيت عليها  لا تُسمى ضيقا أبداً

لا علاقة لها بالضيق ... فالضيق مهما بلغ ذروته يظل رقيقاً متردداً يغيب ثم يحضر على استحياء ولا يطول مكثه  ... مستعد هو  للرحيل بمجرد حضور النية  لإزهاقه.

ظلمته إذاً عندما جعلته وصفاً لحالي ... اعترف اذا ... هو بريء حتما

والأمر  يا صاحبي  لا يتعدى كونه اختناقاً فلا تقلق .

اختناق سد علي كل منافذ الهواء المباحة

ضاقت الأرض بما رحبت

وأصبح النفس من ثقب الإبرة  فلا الثقب يتسع ولا النفس يتوقف

أ  تشعر بما اشعر به  ؟

أ تشعر بقلب تتسارع دقاته لتحاول أن تدفع بقدر أكبر  من الدماء لتلك المنافذ لتعود محملة ببعض الأكسجين  لتستمر حياة جسد منهك  تحاول روحه جاهدة أن تجد لها منفساً غير ذاك  الذي أوصدته أنت  بإحكام عندما قررت الرحيل.
ثم أتيت متسائلا  عما ألم بي من ضيق أ تشعر ؟
 
حسبك

لا أريدك أن تشعر  أبدا ... فما زال حزنك يؤلمني كألمي

كسر









والكلام عن أوجاع الكسر وآلامه ... ما هو الا صِنفٌ من هذيان المذبوح من شدة الألم ... فلا الكلام  سيصلح  الكسر ويلملم  المتناثر من قلوبنا
ولا استرجاع ذالك المشهد بحروفنا  سيمحو أثره 
 بل تعمقه وتأصل له الكلمات  ،وتحدد الكثير من معالمه  المجهولة أحيانا  فيزيد الألم  ... وان كان من بين تلك الحروف ما قد يهون على النفس بمرور الزمن
 فالكسر لا تبرئه  الأيام وسيبقى أثره طويلاً وان زال وجعه   

فالمكسور وان استقام بترميم مُعجز ؛ ستبقى ندباته تشهد الى الأبد

2/4/2023

كيف لأمل طال انتظاره أن يتحول لألم و أن نقول ليته لم يكن ؟! كيف لبكاء الفرح أن يتحول بكاء حزن! كيف تكون الحياة بهذا السخف و هذا الغدر ! الحي...