الاثنين، 28 نوفمبر 2011

من خلف الجدران

 

 

من خلف الجدران

اغلقت الباب بقوة المجروح عندما يفيق على ألم الجرح بعد فترة السكون الاولى ... ووقفت خلف الباب ادفعه بكل قواي ... التي كانت مجرد اوهام ... اقف خلف باب من القسوة  التي اكرهها ولكن قد نتصالح مع من نكره لتمام المصلحة

عندها و لاول مره اقف مع غريمي من اجل مصلحتي

مصلحتي ... هي البعد وغلق الابواب فقدان الذاكره المتعمد لاشخاص ووجوه  لاحداث بمجملها وبكل تفاصيلها

غريمي ... القسوة  التي حاربتها بكل اسلحتي البيضاء فيما مضى ... اصبح اليوم الحليف الذي انشده ... كي تستجيب الذاكره ووتتخلص من اي رمز لهم

قد يصل بنا الحال الى هذا الحد ... نبحث عن الصغائر و ما يسوء وسط ركام الذكريات فنجده وقد لا نجده لاننا لم نعتد النظر اليه ...كنت انظر اليهم فلا ارى فيهم اي شيء يشينهم او يشين علاقتي بهم ... انظر فأجد ان وجدت اموراً يطيب لي التجاوز عنها فلسنا من خيار البشر ليكونوا هم كذلك ... اغض البصر عن كل شيء قد يكشف عورتهم ... لأني ارفض النظر الى السيء .

كنت كذلك

يتساؤلون بكل عفويه عن عدم وجودي هناك عن اجتنابهم وعن غلق الابواب دونهم ... سؤالهم مشروع ... اما اجاباتي فلن تجد لديهم اي قبول ... ايام مضت بل سنون دون اي اعتراض ...ثم وبلا مقدمات قطعت طرف الخيط الذي يربطني بهم ... عفواً،لم أقطعه فكنت اطلب ودهم ولكن وقفة مع النفس حاولوا عندها شد طرف الخيط الذي انسدل من جهتي نحوهم على الدوام فلم يلحظوا وقفتي فتمزق الخيط  


لكن ...  بعد المراجعة الدقيقة لحالي فقط  وحساب دام وقتاً عصيباً  اقر من خلف هذه الجدران  ... انني المذنبة الوحيدة  ... هم كما هم بكل الملامح التي حاولت عيني تجنب القبيح منها ... اما انا فلست كما كنت.

انا هنا المتغير الوحيد ... وعلى من تغير حاله ان يتحمل ثمن التغيير وتبعاته.

الثلاثاء، 21 يونيو 2011

لأرضها أشتاق

هل شعرت يوماً بالشوق الى مكان  ما حتى وصل بك الحد  الى تخيل  الذوبان فيه عندما تطأ قدماك  ارضه التي تهواها ... تتخيل الذوبان بكل معانيه الحسية والمعنويه ...

الذوبان وما يعنيه من عدم الانفصال مجدداً ... ذوبان معنوي لا مفر لعاشق من محياه  ... يصاحبه رغبة في  الالتصاق بالارض ... رغبة في رباط يحول بينك وبين مغادرتها مجدداً ...

تدفعنا ملاحم الحياة وأمانينا التي لا تنضب الى الابتعاد ... ونؤجل  موعد اللقاء لحين تحقيق آخر الاماني  ... ولكن الأخير من أمانينا لا يأتي  ...

ونظل كذلك  نصارع الحياة بين دافع لتحقيق المزيد من الاحلام  لنا أو لمن نحب وبين رغبة لنا  شديدة الخصوصية  تنبع من القلب  في الرحيل الى هناك ؛و لكن لأن قلوبنا أوعية متسعة تتحمل دوماً ،وتفكر كثيراً في من حولها ... فيكون التأجيل هو الحل الحاضر ،سريع التنفيذ ،والمنقذ الوحيد لرغبة تعتصرنا

ولكن ... بعد سنين طوال  حتماً لابد من قرار تأجل طويلاً ...

آن موعد الرحيل رغم كل الاماني التي تحلق عالياً وتدعو للمزيد من البقاء املاً فيها  ...  لكني عزمت ... فلن التفت الى اي منها قبل ان اكون هناك ... لن ألتفت الى اي شيئ قبل ان  التصق بأرض احببتها تناديني بحب وشوق هي الاخرى ... فلن اخيب رجائها ولن اسوف رغبتي الحقيقيه وسأحزم حقائبي وأعلن العصيان على أماني التي ارهقتني  ...

وسأستسلم بكل اقتناع لرياح الشوق التي ستحملني الى ارض عطرتها كل معاني الماضي الجميل.

الأحد، 12 يونيو 2011

بقايا حروف

 

 

امهلتها الكثير لتصلح من حالها ,فتمادت في فعلها ,تركت لها مساحة بيضاء على صفحتها معي  علها تسطر حرفاً يغير ما سوده قلمها ... فمن قسوة القلم ... تمزق الورق ... فلم يعد الامر سواد الحرف؛ قد يُمحى بممحاة النسيان او صدع ارض قد تتدحرج اليه حبات الرمال فتجبره الايام.

لم يكن الورق معبراً عن قوة العلاقة أو ضعفها ...

ولكنه المعنى الذي يوضح صفائها الدائم ووضوح كل ما يتخللها ... وكانت الكلمات عليه تحكي كل التفاصيل ومدى تناغمها ... فلاشيء انسب للورق من قلم رقيق يجيد صاحبه وضع الحروف به بين السطور ... مميزاً بين ما يستحق ان يعلو السطر وما من شأنه النزول ...

ولكن للاسف قليلون هم من يجيدون الامساك بالقلم بمعناه الحقيقي ...

قليلون هم من يعرفون حق الحرف ومكانه الصحيح ... لذا تخرج الكلمات دوماً على اوراقنا غير واضحة المعنى تختلف من عين لأخرى فالقاعدة لم تطبق كما هي ... بل لم يعد الكثير منا يتذكرها ان كان يعرفها بدءاَ

في هذه اللحظه ؛حتى نقاط حروفنا لم تعد المعهودة ... نضع ما نشاء ونترك الاكثر ليتكهن به الطرف الاخر ... ثم نعاتب ونصرخ في وجوه بعضنا مُدعين ان حياتنا التي تمثلها الحروف والكلمات والعبارات على اوراقنا بين من نحب ومن لا نحب  على حد السواء اضحت غير مفهومه

تهمة ؛من ابشع التهم التي قد يتبادلها اناس عاشوا القدر الاكبر من حياتهم يتقاسمون كل المعاني وكثيراً مما سمعوا وشاهدوا ...

اصبح الامر بعد هذا العمر الطويل فجأة وبدون مقدمات غير مفهوم ...

اضحت كلماتي التي قاسمتني رسمها غريبة عنها يُعجزها الوصول الى معناها ...

وتكرر التهمة وهي لا تعي ان سقوط نقاط حروفنا ما هو الا اشارة لنضوب المداد وجفاف القلم ... فلم تتحمل اوراقنا احتكاك قلم جف حبرة ... واستجابت فوراً لضغطة قلم يحاول التأثير كما اعتاد ولكن النتيجة كانت في الاتجاه الاخر ... ثقب سن القلم اوراقنا ... وكالمذبوح الذي لا يشعر جرحه في مستهله ؛كان كلانا ... فلم نترك القلم  الا و قد تمزقت اوراقنا

الجمعة، 6 مايو 2011

الجسر





عند هذه النقطه اخترت أن أقيم الجسر ...  بلفظ أكثر صراحه عند هذة النقطة استجبت لإقامة الجسر

فلم يكن اختياري المطلق ... كنت أرفض العبور من هذه النقطه  فما زال الطريق طويلاً ... وحتماً ستصادفني اماكن اكثر ملائمة للعبور من هذه المنطقه ... فظاهر المكان  لايلقى كامل قبولي ... به الكثير من النتوءات و البروز التي ستستهلك طاقتي في البدايه كما أنني استشعر النهر عريضاً هنا .
  لكن اموراً كثيره تداخلت فاستجبت لجرس ضعيف في نفسي يهيئني  للقبول و يدفعني للبدأ  من هنا ...

     بدأت تاركة خلفي كل ما بشأنه ان يؤثر على همتي في البناء فأنا قد غادرت حافة الامان ... ولن أكون بمأمن قبل ان انتهي من إقامة هذا الجسر.

 بكل القوة بدأت  وكلما أطلت علي الظنون القديمه برأسها الحي تقول: ها انا حاضرة أمامك وليس خيالاً او فكره ... يتضاعف  الجهد  ويزيد الإصرار على الوصول ... كانت المهمة شبه مستحيلة ... اراهن نفسي على عدم الاستمرار فطاقتي مهما بلغت هي محدوده ... ولكن أملي كان متعلقاً به.

 قطعت مسافه ليست بالقصيره و مهما طالت فلن تبلغ بعد حد الامان الا عندما اصل الى الجانب الاخر ...
حدثتني نفسي كثيراً عن الرجوع  ... فهو اسهل بكثير من الاستمرار الغيرمأمون مع الجهد المضاعف  ... وكلما ازددت قرباً من الجانب الاخر  وضحت الرؤيه فليس هناك من يمد لي يد العون كما توهمت في البدايه  او لأكون اكثر صدقاً لم يكونوا بقوة الراغبين  خلفي في ان اعود لهم  و لم تكن مساعدتهم الا طرف خيط رقيق لا يقيل العثرة و لايحرك ساكناً

منهم من يعلن وبدون حرج رفضه لمد يد العون رغم كل المعطيات حوله التي تدفعه للمساعده
و منهم من يبدي استعداده ولكنه في الحقيقة الرفض المقنع ... سأفعل وهو لا ينوي رغم كل ما يملكه من ادوات ومؤهلات مثله كسابقه ... ولكن بعض الحياء منعه من البوح الصريح برفض مد يد العون
المحصلة ... مبررات كثيره تبرر انفراد كل انسان بنفسه دون الآخرين
ان كان يملك فلنفسه فقط ... وان كان لا يملك فليتحمل مشقة الطريق ... وإلا فالطرق اليسيره مفتوحة الاذرع لكل متعسر

ومع كل ذلك كان الفيصل الذي يرجح الكفة الضعيفه ؛ هو ان المضي منذ البدأ كان اختياري رغم انه لم يكن مطلقاً ... ولكنه اختياري  مهما  كانت المؤثرات حولي ... فأنا المسؤلة الاولى و الاخيره لذا ... كنت اواصل وبكل طاقتي.
لكن الان اشعر بنفاذ الطاقة ... الامر اصبح غاية في الصعوبة و كأني اصعد منحدرً و انا أحمل اثقالاً  ...
لا ... عفواً  الامر اشد صعوبه فليته منحدر اقف فيه على ارض صلبه  ... و لكنه هوة سحيقة اظن لا حياة لي بعدها فالكل يعرف النهاية المرتقبه لعابر جسر بين جبليين  زلت قدماه  ... قد تكون هذة النهاية ان لم اتخذ قرار الرجوع في الوقت المناسب او لم اتمكن من تفجير القوة الدافعة لاستكمال  معبري الى حيث يراودني حلم الامان


الأربعاء، 4 مايو 2011

ليلة عرس


   رافلة في ثوب الفرح ...تركض آبية الوقوف او الانتظار، تركض نحو من حرمت منه عقوداً ...
بكل خفة ...  يحملها الرجاء نحو حلم  عاشته عمراً ولم يكن لديها نافذة نور إليه ... تركض وهي لا تصدق ان ليلة العرس  قد حلت وأن الثوب الأبيض  كسى  جسدها النحيف ... الذي ملئته الجروح وصرخت منه  الأوجاع
...
 كان للثوب  بريق خطف كل الأنظار ... و كانت هي أجمل عروس ... تحدث عنها القاص والداني ...
 اما العرس  ...  فوصفه ضرب من ضروب المحال ... عرس من الشمال الى الجنوب  ...
عرس انشد الجميع فيه غنوة النصر غنوة الكرامة و الحرية ...  عرس في كل القلوب كانت فرحته
 وعلى كل الوجوه كان صداه  ... فرحته دموع  وضحكات  حمد وتكبير ....  سجود وصلوات  ... وذكريات من زمان تمنينا ان لا تعود وأن لا يعود ... لكن الذكرى  اختلطت بمشهد  جلل و بشخصيات  لم تتمايز عن بعضها تساوت في ادوارها المؤثره ... بكل معاني الحب واسمى لغات التضحية وبنبرات اصوات حانية ودقات قلوب تسارعت فرحاً وطرباً
وبنظرات عيون اضحت صافية تعكس كل ما يجول بالخاطر تصف عمق الاخلاص في النفوس وقدر الوفاء وحجم المودة
كانت تنظر إلينا عروسنا  في ابتسامة تخالطها الدموع  ... وكأن الحروف  كتبت بنور عينيها في قلب كل محب لها  ..  تنادي بأعلى صوت  هلموا احبتي فقد آن الأوان
 آن الأوان 
كسرتم  أولى حلقات قيدي ... فتحركت راكضة رغم اني ما زلت احمل القيد فلم ينفك كله ... ورغم ثقله الا اني سأركض  خوفاً من غلبة الحال القديم الذي اعتدت عليه ... خوفاً من السكون والركينة والاستسلام مجدداً لعادة دامت عقوداً... تنظر إلينا بأعين تشتاق لإكتمال فرحتها تسألنا بإلحاح أن نتحمل معها  بصبر جميل وعقل متقد وأعين مراقبة ...  ثقل هذا القيد حتى تنفك كل حلقاته ... لتحلق بنا فيما ستتجاوزه أعمالنا وأكثر بكثير مما لم تتجرأ احلامنا عليه في زمن الثبات

وإن كان حنيناً



في عينيك ولدي ... ارى صورتي و انت تنظر الي خوفاً من ان ابتعد  عنك حتى في غفوتك ... فتتجاذبني  ايام بعيدة او قد تكون قريبه لا ادري ... سأبتعد عنك فيها لاريب ... فهل ستدوم تلك الصورة التي اراها الان في عينيك؟


هل ستعيها او تتسع لها الذاكره؟


لا لستُ بهذه الانانيه ... فسؤالي ليس لأفرض عليك استبقاء الصورة في ذاكرتك
فلا اريد ان ابقى في الذاكرة ان كان البقاء سينغص عليك ... حتى ان كان البقاء  حنيناً في نفسك الي فلن ارضاه لك


حتى ولو كان حنيناً ؟ ...  نعم  ...


 لانه الحنين الذي لا شيء بعده ... فأنا لست هناك  فيحملك الحنين الي
تذكرني ان اردت دون تنهيدة الفراق اوغصة البعاد الذي لا امل بعده في التلاقي
تذكرني   في لحظة  فرح كنت ارجوها لك  ولنفسي اولاً
واستمر مبتسماً وداعياً ان اردت ... فإحساسي بسعادتك هو ما ابحث عنه ... هو ما يرضيني


فالقلب انت ... قلبي الذي عشت طويلاً  احاول ان اكون اضلع الصدر له
احيطه دون ان اقيده ... مطلق الحريه التي امتزجت بكم من القيم التي لا قت القبول لديك فتمسكت بها  فجملت معنى الحريه وميزتك بها ... في حدود نظرتي التي تتوقع طريقك وإن لم اكن اعلمه جيداً ...  ستحاول دوماً الوصول الى ما كنا نتحدث عنه  ستصل الى المرفأ الذي اخترناه سوياً فقط لاني  متيقنة من رغبتك الشديده لارضائي ... لست مضطراً ؛ لكن محباً.


   فإذاما عدت يوماً الى هذا المكان  ... الذي كتبنا فيه سوياً هذه الحروف قارءاً أوكاتباً .... وسألك ولدك ان تعلمه الحروف كما سألتني  في ذاك المساء لتقرأ ما أكتبه ... علمه صابراً محباً ليس لولدك فقط وإنما لكل راغب ودون تردد لتزداد  الذكرى جمالاً.


وتيقن وقتها اني في تمام الرضا عنك ... لأنك قد شرعت في السير على الدرب كما تمنيت  لك.




السبت، 15 يناير 2011

طابت ذكراك





في النهر الصغير بدأ حكايته .. عاش؛ حياته الهادئه ... تتدفق الايام تلو الايام ... متشابهه لا بأس ... مبطئه احيانا ومتسارعه  في اوقات اخرى ... يشعر ببطئها عندما يتعكر صفو الماء من حوله بفعل فاعل ... وتتسارع عندما تزول الكدرة وتحركها نسائم الفرح ... ثم يمضي  فلا مجال لديه للتوقف ... ولا يمكنه مهما كانت حجم احزانه ومهما كانت مكانة من فقدهم  ... فالتيار رغم هدوءه يدفعه ... لم يعتد الوقوف  بوجهه ... يوقن ان الاتجاه عكس التيار و لو كان وقوفاً لا جدوى منه ... يعتبرها اضاعة للوقت و خسارة للجهد ... فالحياة في النهر لن تقف لاعتراضه ولن يجد من الاخرين الذين فهموا طبيعة الحياة اي مسانده  ...  فالامر بات واضحًا للجميع ... باتت شخصيته كالتهر الذي عاش فيه زمنًا ... فالهدوء وصفه ... و الفيض عطاؤه ... و الجفاف حزنه ... و الجمال حكم العين عليه ... حتى التميز كان من نصيب كل من اقترب منه.

كان يعلم ان حياته في النهر غير دائمه فالنهر يسير ومرحلته القادمه هي مصب النهر ... ليواجه فيها امواج البحر و اشياء اخرى كثيره ... و لكن لطول النهر ... تأخر في الوصول الى المصب ... و صل بعد ان اكتملت شخصيته ... وكان اصطدامه بملوحة الحياة الجديده امراً غير يسير لكنه كان  متشبعاً بعذوبة النهر ... في البحر كان هدفه ان يغلف  لؤلؤته و اهم ما يملك بصدفة قويه لكي لا يتأثر بياضها ... فلم يتسرب الى داخله شيئاً من ملوحة بيئته الجديده ولكنه احسن استغلال المتاح لحماية جوهرته  ... اختلط باحياء البحر فكان متميزًا بينها لم يكن الاقوى و لكنه الانقى ... عانى الكثير في حياة البحر ... كان يحسن التجديف معتمداً على نفسه ... فوصل لهدفه دون ان يتنازل ودون ان يسلبه احد شيئا من كنوزه التي  احتضنها و دافع عنها بقوه  ؛ دون ان يعادي احداً  ...  عاش في بحرنا زماناً يُعلم و يٌرمم صدف قلوبنا حتى لا تغيره الايام .


 في تواضع ارسى لمن حوله  منهاجاً لاشياء كثيره ... هداهم  الى أسرارالنفوس ومفاتحها بطريقة عمليه ... وارشد لاقصر الطرق الى الاخر ... كان دوماً يقول: "ما اجمل قلوب البشر ... فيها الصالح وان كان فيها الطالح و لكن الخير نحن من نصنعه" ... اتعجب من مقولته ... شبه الدائمه لنا:" فتشوا عن الحب بقلوب الآخرين ... ليس لحاجتكم له ... و لكن؛ لان هذه القلوب بها من الخير ما يستحق اكتشافه ... بها من الحب ما يمكن به اصلاح الكون  اذا تمكنا جمعها من جديد" ... دعى كل فريقه صغيرهم قبل الكبير ليشاركه سلطته ... فنادراً  في زماننا من يدعوا غيره ليشاركه سلطاته ... فالكل يخاف عليها يبذل لها حتى وان كانت سلطة على الورق ... اما هو  ...  فالامر عنده ايادٍ ان لم تتشابك كلها فلن تنجز شيئاً ... وسلطته ليست الا اداة لجمع كل هذه الايادي لتعمل بروح واحده

 ثم رحل سريعاً ... وطريقنا نحن؛ صغار معاونيه مازال في بدايته، لكنه ترك فينا اثراً... فمهما قدمنا فلن نوفيه حقه ...
 لم تكن كالاخرين ابدا ... عشت خفيفاً من قيد النفس و قيد الماده ... حتى ابسط  مباهج الحياة التي يملكها امثالك لم تلتفت لها ... رحلت خفيفاً كما عشت بيننا ... ستظل ذكراك في  نفوسنا عذبة كعذوبة النهر الذي حملك الينا، عطرةً كعبق الزهور على جانبي ذلك النهر، عالية المكانة  نتمنى جميعنا ان نصل  اليها يوماً.

رحمك الله رحمة واسعه


الاثنين، 10 يناير 2011

سألها ... كم تحبينني ؟




امسك بريشته و بدأ الرسم مبكرًأ  على صفحتها البيضاء  ... كان متأكدًا من  نقاء الصفحة  فهي كما يراها  ... صافية من كل ما قد يعكر
اصطفى اجود المدود وافضلها  ...  لم يكن ليبخل يومًا ... اجتهد و دأب فهي لوحته الاولى
كان معدوم الخبرة ولكن الحب يحمله لفعل اكثر مما يستطيع ... رفض ان يقوم أحد بعمله ... تنظر  اليه وهو يحاول ان يصل كل خطوط اللوحة ليكتمل المعنى الذي اراد ... رسم بالعلم حدود اللوحة لكي لا تشرد يداه خلا ل رحلته ... فهي لوحة العمر ... وهي تحتاج لعمل قد يطول لعدد من السنين كي تخرج للنور كما يراها في مخيلته  ... وستبقى ما كتب لها البقاء تحمل اسمه ... و كلما اعتنى كلما ارتفع الثمن ... ففي دنيانا  تقدر الامور بالاثمان  مهما ابتعدت عن الماده ... داخل حدود العلم الذي اجتهد ليحميها به ... اختار القدوه ليحفر بها  اجمل المعاني  ورغم قوة تأثيرها ... مكنته مرونتها من رسم كثير من التفاصيل الدقيقه ...  الخير كيف يكون ... ووجوهه الكثيره... العطاء و معناه ...  ولمن يكون؟  حدوده... ماذا اريد و كيف سأكون؟ و لماذا سأكون؟ سؤال هام
رسم اجابته في كل ناحية من اللوحة ...  ستكونين  هذه .
 حتى الخيال اعتنى به  فرسمه ... و لكن في هذه المره  بالقلم الرصاص ... يرسم و هو يقول: قد لا يكون  ... فهو  يدرك انه غير مؤكد الحدوث ... فترك لها الفرصه ... لتتعايش اذا لم يتحقق حلمه  وحلمها
اما ( لماذا ستكونين هذه )  ... فكانت الاصل ... كوني كما تشائين و لكن:  ستكملي ما بدأت ... لتكوني راحتي وراحة كل من هم بجوارك ... لتكوني عطرالمكان لا فتنته ... لتكوني سر من اسرار سعادة من يقترب منك ... لتكوني لي فخرًا ... و لغيرك سندًا في الخير دون شرط او قيد ... بقدر حرصي عليك كوني  كما علمتك
لا اريد فوق ذلك.

عندما اكتملت اللوحه في ناظريه ... و احسن تغطية مالا يجب لغيره رؤياه ... و اطلقها  للعالم ...ووصلت لما كان يريد لها من مكانه  

سألها في توجس كم تحبينني ؟


 ... ينتظر الاجابه و يخشاها
فالقلب قد لا يسع الكثير
و الذاكره  لها العذر ... فمنذ زمن  و قد غادرتها فرشته

قالت: احبك بقدر ما غرست في  قلبي الحب
 وبكل قلبي الذي علمتني  ان ارعاه والا اكدره بغير الحب ... احبك
بقدر عيون البشر التي تغمرني للجمال الذي رسمته يداك ... احبك
بقدر الخير الذي رصف طريقي  و كنت سببه ... احبك
و بقدر تقصيري و غيابي عنك ... احبك
بقدر معاناتك لأجلي ... احبك

نظر اليها و هو لا يريدها ان تنهي الكلام ... فالسعادة لها معنى آخر و مذاق خاص عند الآباء  عندما يصبح منبعها الابناء

عندها شعر بحلاة الثمر و عذوبة الماء وجمال اللون الازرق في السماء و بدفىء الشمس وبموج البحر و سطوته  وبكل ما لم يستمتع به يوماً من  شدة حرصه على لوحته 

و لكن في النهاية ورغم اجتهاده ... ما كانت له الا كما كان هو لوالديه


السبت، 8 يناير 2011

أشياء لم تكتمل: أنا و هي

أشياء لم تكتمل: أنا و هي: "قررت اليوم ان اكون في انتظارك ... لن اكلفك المجيء كعادتك ... سأذهب اليك حيث تقررين ... في ذلك المكان ... و بعد الفجر ... جلست هناك بمقربة ..."

حينما يكون للمادة معنى آخر


  زرتها كعادتي يوم الجمعة من كل اسبوع  .... جلست بجوارها انظر الى اللون الابيض الذى كسى شعرها  و هي لم تصل بعد الى الاربعين من عمرها الى الوجه الذي كسته الايام تجلدا و صبرا  فاصبح ملمحا من ملامحه .... تلمع عيناها بقوة لا اعرف سرها  اراها تتحدث عن كل ما حولها و لا تذكر ابدا ما آل اليه حالها  بعد رحيلة .... اتجاذب معها اطراف الحديث علها تبوح بشيء مما ينوء به هذا القلب الكبير.... ولكن شفتاها لا تهمس  الا حمداً .... يجذبني اليها صدق حديثها فالكلمة من فيها ليس لها الا معنى واحد لا تحتار في تفسيرة ....  تتكلم فقط بما تحتاج النفس الى سماعه ... صدقها يأسر قلوب من حولها في زمن شحت فيه هذة الصفه ... داعبتها بالحديث ذات مرة الا تخافين عاقبة صدقك البين .... فقالت:  - و كأن يقيناً يحرك لسانها -   ... لفظتني الحياة من شاطىء لآخر فلم اجد احن عليَ من كلمة صدق تبرأ ساحتي  مهما عظُمَ خطأي او اشتد ذنبي ... حتى اولئك الذين اعتادوا الكذب و اتقنوه تأتي عليهم الايام كالدهور بعدما تتعاظم اكاذيبهم اياً كان نوعها  يرجون فيها لحظة صدق واحدة

سألتها عن المادة في حياتها ... فأردفت بكل ثقة تتحدث عن ذكريات تركها لها زوجها ... ميراث يتصل بالماده دون ان يكون جزءاً منها ...  علمني عدم الاكتراث بها ...  – رحمه الله – هي  اداة تمنى في كل لحظه ان تكون ملك يديه لا حباً للتملك و لكن رغبة في البذل و العطاء ... كانت في يديه و لم تكن ابداً في قلبه , بذلها لكل من قصده , دون الرجوع اليِ فقد كنت في تلك الا يام غير واعية للدرس جيداً ... كنت الومه كثيراً على كرمه اللا محدود فكان رده صمتاً احتار فيه ... كان باباً مفتوحاً تركن اليه اسرته الكبيرة ... فلم يكن الكبير سناً و لكنه الكبير قلباً و عقلاً ... يدخل قاصده و الاستحياء يكاد يسقطه من مكانه  ... ثم لا يلبث خارجاً الا و الحال قد تبدل و السرور قد كسا الوجه  و القلب

و ها هو قد ذهب , اتدرين ما ذا ترك لنا ؟ ترك نفوسنا تتنافس لحملنا من على الارض ان نوينا الخروج من باب الدار ... تتسارع ايديهم لتعاوننا في اصغر شيء و ابسطه ...
و كأن كل كربة فرجها عن قلب كل محتاج , و كل يد مدها لعون الآخرين , و كل عمل اتقنه , و كل دنيئه - مهما بدت صغيره - ترفع عنها , وكل مشقة تكبدها
كانت من اجلنا نحن فقط  ... فو الله  اختي لم تكن المادة كل شيء و لا اي شيء بجانب ما تركه لنا
هكذا انهت كلامها في هذة الجلسه
و غادرتها و انا اتوق الى المزيد


الخميس، 6 يناير 2011

أنا و هي



قررت اليوم ان اكون في انتظارك ... لن اكلفك المجيء كعادتك ... سأذهب اليك حيث تقررين ... في ذلك المكان ... و بعد الفجر ... جلست هناك بمقربة  من نفسي ... و في آخر مكان قد يفكر به غيري ... طرقت باب الدار بناظري ... وانا اتوق الى لحظة قدومك ...  حتى الان لم ارى تغير الكون الذي يصاحب ظهورك  ... فألوان الجدران كما هي ... عتمة و ظلمة و تشتت ينتابني ...  اذكر اني صليت الفجر ... وان الميعاد كما حددتيه من زمن ... اعلم ان قدومي قد  تأخر و لكن ما اعتدت منك عقابًا ... أمهلتيني الكثير ... ولكن ما وعيت رسالتك الا البارحه ... فلم اتوانى بالمجيء ... يبدو انني فقدت كل الطرق اليك ... و لكن اعرف ان وجودك ليس لي وحدي ... كثيرون هم من ينتظرونك ... فهل سأكون  سبب حرمانهم ... قوانينك تمنعك من هذا ... ستأتين راغمة لي او لغيري ... سأراك مهما طال انتظاري ... و مهما تأخرت فالامر ليس بيدك ...


 افتح عيناي و قد غفوت اثر التعب ... فأرى الدار وقد تغير لونها ... وكأنها تببتسم لاستقبال عزيز عليها ... تتحول من السواد؛ دون ان تشعرني بفارق التحول الى لون غريب بين الظلمة و بين النور ... يختلط به كم من الالوان التي اجهل اسمها ... ولا املك وصفها ...


سرور يملئني ... لما؟  لا اعرف ... اهو فيض نورها؟ ... ام انه من داخلي ... انا من صنعته ... صنعت هذا السرور ... وكنت انتظرها لتشهد معي لحظة تمامه ... ببديع الوانها تعاتبني بنظرات دافئه، وبعين تجذبني اليها ...

هي : اتيت منذ زمن بعيد واظبت على الحضور ... اشرق واغيب  وانت في عالم آخر .
انا: لم اكن في عالم آخر و ان كان الاخر يجتذبني اليه ... كنت اشعربك دوماً  اعتصر الماً على عدم لقياك، ولكن الشواغل  لم تبق علي ... اشتاق كل يوم لرؤيتك ... واتمنى لو استطعت الامساك بك حينما يحين وقت ذهابك ... فما أمر على الانسان من يوم يذهب فيه من يحب دون ان يرضيه او يفي له حقه

هي: او هناك من هو اشغل مني؟
انا: اعرف وأوقن  انك  اهم ما في حياتي ... انت عدادها ... و محورها و ارتكازها.

هي: اقوال ولكن اين الافعال.
انا : توانيت ولكن ادركت ... ايعيبني هذا؟

هي : ان كان تأخرنا عما نجهل قد يبعد عنا تهمة التقصير ويجلب لنا العفو ... فما قولك فيمن يتأخر عما يستقر في نفسه و يوقن بمفاده؟
انا: يحتاج الى اكثر من العفو او الصفح  ... يحتاج الى ان نجول بداخله  باحثين عن السبب ... فقد يحتاج الى عوننا

هي : العون ؟ أمر لا يد لي فيه ... العون بعد الله ... ينبع من داخلك  ... انت الوحيده التي تعرفين اين تقفين
و اين هي وجهتك؟ ماذا تملكين ؟ والى ما تطمحين؟
ان لم تملك القدرةعلى اعانة اقرب مخلوق اليك ؟ فما جدوى وجودك؟
انا : طال تفكيري دون رد

لقائي بها  لم يكتمل ... فقد انتزعتني الشواغل و انا انظر اليها بكل اسى ... فالامر ليس رهن يدي  ... هذا  نوع من اللقاء الذي لا يحدث الا  عندما تشرق الشمس بداخلنا ... فلن يحدث التلاقي اذا لم يتوافق الشروقان ... فالامر ليس عدد ايام ... تكتبها الشمس بشروقها ... و لكنه طاقة بداخلنا تحتاج منا الى الكثير ليظهر اثرها ... وحتى تكشف عن نفسها لتلقى الشمس مصدر وجودها.

الثلاثاء، 4 يناير 2011

سأنتقل الى شخصية جديده



  تتشابه الأيام ... فمتى يكون التغيير ...أراه بعيدًا في أوقات الخلوة وأحلام اليقظه ولكن لم أشعر به  منذ  زمن بعيد ..
تتهافت نفسي إلى منطقة تتلون بألوان مختلفه عن تلك التي  تصطبح بها عيناي ... إلى رائحة تزكو بها  حواسي ويتجدد بها نشاطي ... 


لقد غيرت القلم الذي أكتب به  هذة السطور ثلاث مرات منذ البدأ وحتى الآن  باحثة عن الإختلاف  ... غيرت الأقلام و لم أغير مدادي  ... هكذا كنت دومًا أبحث عن التغيير في شكل الفنجان الذي أحتسي فيه قهوتي ... ولم أفكر ابدًا في تغيير الطعم الذي اتذوقه يوميًا  ... بل أرفض بشده  أن أضيف مزيدًا من السكر لأني اعتدت اقل القليل منه ... أعتدت مرارة الشراب بدونه.


بحثت عن التغيير في نوعية الأقلام الرصاص التي أكتب بها منذ تعلمت الكتابه من أكثر من 25 عامًا ... و لم  استبدله حتى هذة اللحظه....
اعتدت ... اعتدت ... اعتدت ... و لا أستطيع ان استبدل  شيء بشيئ ... أعني جوهر الأمور ... تسعفني يداي على تغيير المظهر و يبقى الجوهر كما هو ... ثم اشكو بصوت عال أو منخفض من الرتابة التي تملىء حياتي و عدم التغيير الذي بات حدوثه شبه مستحيل .


ترى من سيجبرني على التغيير ويكسرعاداتي؟.... أقف مع نفسي و قفة لا بد منها  متسائلة ...
هل تطمحين حقًا الى التغيير؟ أي شيئ ستغيرين ... أنت عاجزة عن تغير ما بداخلك و لا يرضي طموحك  المظهر والقشور ...  فهل ستقوين للتصدي لجوهرك لتعيدي صقله من جديد بما يترائى لك الآن؟ 
هل حددت الشكل الجديد الذي يناسب رغبتك؟
ما هي حدوده؟ وما أبعاده؟  
هل حقيقة ستتغير افكارك؟ هل تقبلين حقًا؟ وإلى أين ستكون؟
هل عرفت الشواطئ الجديده لشخصيتك  التي تحاولين الإنتقال إليها؟
آمل أن تكون سفن التغيير بداخلك قادرة على الإبحار بك لبر آمن تشعرين فيه بالتغيير  الذي تطمحين إليه ... التغيير إلى الأفضل و الأنفع.
آمل أن تجد من شطئان تلك الانسانه الجديده أحلامك التي طال تأجيلها .
آمل أن تحملك واجباتك -التي اعتدت تسويفها- بعد اتمامها على بداية رحلة موفقة بعد هذة المحطة الهامه من حياتك.

أشياء لم تكتمل




أشياء  لم تكتمل
في كثير من الأحيان  يكون النقصان هو سر الجمال  الذي تسعى لرأبه النفوس
و يكون أحيانا نهاية لبداية جميلة .... و لكنها لم تكتمل

هكذا  ستكون أسطري .... احرف  اضاءت كلماتها حياتي وحياة آخرين  منذ  نقطها ولكنها وبدون  مقدمات تنطفىء.... لكنه  النور الذي وإن غاب فأثره سيظل موجود

2/4/2023

كيف لأمل طال انتظاره أن يتحول لألم و أن نقول ليته لم يكن ؟! كيف لبكاء الفرح أن يتحول بكاء حزن! كيف تكون الحياة بهذا السخف و هذا الغدر ! الحي...